لقد مر القرآن الكريم بمراحل سبقت تلاوته على الارض :
1. مرحلة ما قبل الخلق : (الخلق هو النقطة الذي بدا الله منها التاريخ في القرآن الكريم و هو خلق السموات والارض ) ، ومرحلة ما قبل الخلق هي مرحلة ثابته ورد في القرآن والسنة على ما يدل عليها ولا توجد نقطة خلق ابعد من خلق السموات والارض في القرآن الكريم وان كان هناك ما يدل على وجود مخلوقات مثل العرش والماء، اما القلم و الكتاب فلقد خلقا بعد السماء والارض لان القلم جرى بما هو كائن في السماء و الارض الى يوم القيامة ، لكن هل كان كلام الله موجودا قبل الخلق ؟ الاجابة هي نعم لقوله تعالى (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) فلقد حدد الله جل وعلا امران في هذه الاية الاول حدث هو نزول القرآن والثاني تاريخ هو تاريخ نزول القرآن ، ونزول القرآن يعني انه كان قبل النزول بمكان اعلى وبما ان تاريخ النزول حدد فانه سهل علينا معرفة وجوده قبل هذا التاريخ لان الله اخبرنا انه انزل ولم يقل خلق ، وقد يتسائل البعض كيف نعرف ان التاريخ ما قبل النزول هو تاريخ ماقبل الخلق ؟ الاجابه في الاية الكريمه ( ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات الارض ) في هذه الاية يخبرنا لله ان الشهور عدتها ومسمياتها وحسابها وكل ما يخصها قد جرى بها القلم مع ما جرى به في الكتاب– يوم خلق السماوات والارض – مما يعني انه قبل الخلق لم يكن هناك شهر رمضان ولا محرم ولا رجب ، والسؤال الان ايهم اكتسب هميته من الاخر ؟ هل القرآن مهم لانه نزل في شهر رمضان ! ام ان رمضان اكتسب اهمية ومكانه لان الله شرفة بنزول القرآن فيه ؟ ان الله يخبرنا انه قدر لهذا الشهر هذه المكانة العالية وهذا الشرف العظيم بنزول القرآن فيه ، وبما ان هذا الشرف مقدر ( يوم خلق السموات والارض ) فهو شرف ازلي وحلة اختال فيها هذا الشهر بل خلق من اجلها منذ ان خلق! اذا لقد حصل رمضان على هذا اللقب الغالي منذ اول تاريخه أي يوم خلق الله السموات الارض وهذا يعني ان القرآن الكريم انزل حين انزل في اول رمضانات الكون مما يعني انه كان موجودا قبل الخلق .
2. مرحلة بعد الخلق : وهي المرحلة التي تلت خلق السموات والارض من خلق القلم والكتاب والملائكة و تقدير الاقدار وخلق ادم وانزاله الى الارض وكل ما جرى بعد ذلك الى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد اثر في السنة على دلائل تشير الى قرائة ايات من القرآن قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل وآدم وادريس
3. مرحلة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم : هي المرحلة التي اختارها الله جل و علا لنزول القرآن الى الارض .
مما سبق يتضح ان لهذا الكتاب الكريم دور عظيم جدا ليس في حياة البشر وحدهم بل ربما في حياة امم اخرى وخلق اخرين و ان الصورة النمطية عن القرآن من انه معجزة محمد صلى الله عليه وسلم لم تسهم في معرفة القدر الحقيقي لهذا الاعجاز الخالد بل لم تسهم حتي في معرفة الحجم الحقيقي للشخص الذي اختاره الخالق العظيم لامر تبليغ هذه الرسالة ، اننا نشعر الان بعظم الامر نشعر بعد كل هذه السنوات الفلكية ان العالم على وشك ان يحدث فيه تغير رهيب ، تغير يسمح لمن فيه ان يتلقون شيئا بهذه العظمة شيئا وجد قبل وجودهم بزمن لا يعلمه الا الله والسؤال هو لماذا ؟؟ لماذا القرآن على الارض الان ؟ لماذا هذا التوقيت من عمر الارض ؟ارى انه ليس من حقي الاجابة على هذا السؤال .